(( الفكر السياسى )) ..

بسم الله ..
و
السلام عليكم ورحمة الله ..

---

الأحباب الكرام فى الله /

منذ فترة - ليست بالقليلة - لم نقم بكتابة اية مواضيع هنا أو هناك ..
بالتأكيد كانت - ومازالت - فترة صعبة ، إلا ان الحنين كثيراً ما يجبرنا على الإشتياق إليكم وربما إلى نفسى أحياناً معكم ..
على اية حال ..؛
ودون إطاله قررنا أن نبدأ معكم منذ البداية ..
موضوع شامل - ان شاء الله - سنسعى أن يكون متكامل والكمال لله وحده عن كل ما يتعلق بالسياسة وماهيتها ..
سنبدأ من بداية البداية ونتواصل معكم إلى النهاية ..
سنعتمد على مراجع أجنبية وعربية بمجرد الإنتهاء من الموضوع سيتم إدراجها حتى تعم الفائدة ..
البحث من إعداد أخيكم فى الله ولذا فيُسمح بالأسئله كافه صغيرة كانت أوحتى كبيرة أو فيما بينهما ..
نتمنى من الله أن يُكتب هذا العمل لنا لا علينا فهو خالص لوجه الله والله من وراء القصد ..

نبدأ بعرض النقاط الرئيسية للعرض ..

- التعريف بكلمة سياسة ..
- نشأة الفكر السياسى ..
- الفكر السياسى فى العصور القديمة ( مصر / الهند / الصين / اليونان / الرومان ) ..
- الفكر السياسى فى العصور الوسطى ( المسيحية / الإســلام ) ..
- الفكر السياسى فى عصر النهضة ( ميكافيللى / بـودان ) ..

؛ بمجرد الإنتهاء من طرح تلك الأفكار تُطرح أفكار أخرى إن شاء الله ..

نسألكم الدعاء ..دمتم بكل الخير دائماً ..؛

التعريف بكلمة سياسة ..



لعل تحديد مدلول الفكر السياسى والنظم السياسية يعد من أشق الأمور واعقدها ..
فضلاً عن صعوبة الوصول إلى تعريف دقيق شامل لأى موضوع من الموضوعات بصفة عامة فإن ثمة صعوبات خاصة تعترض الطريق - ودوماً والله - إلى تعريف للنظام السياسى ..
وأهم مافى التعريف بالنظم السياسية من صعوبة إنما يرجع إلى ما تثيرة كلمة " السـياسـة " من غموض وبُعد عن التحديد ..


فما أيسر على كل منا أن يستعمل كلمة السياسة دون أن يكون فى مقدروه أن يحدد لها معنى واضح ..؟!


ولذا كان سعينا المتواضع لمنتدانا المتواضع لإيضاح الصورة والله هو المستعان إن شاء الله ..


فما المقصود بكلمة السياسة ؟؟؟

الـسـياســة ..



تعنى فى اللغة القيام على الشئ بما يصلحه ، فيقال هو يسوس الدواب - إذا قام عليها وراضها ، والوالى يسوس رعيته ..

وفى الحديث كان بنو إسرائيل يسوسهم أنبياؤهم - أى تتولى أمورهم ..

ولكن الكلمة تأخذ مدلولات مختلفة فى اللغة القانونية ، والفقهاء لايتفقون على مدلول واحد ..
، بل ان كلمة PolitiCa المقابلة لكلمة السياسة فى اليونانية تم إستخدامها أحياناً بمعنى المواطن الفرد ..

؛ على ان الخلافات مهما تشعبت فهى تدور جميعها حول فكرة السلطه ..

البعض يأخذها بمعنى واسع ويدخل فى مدلول السياسه كل مايتصل بالسلطه أياً كانت هذه السلطه ، وعلى أية صورة وجدت ..
، بينما يقصرها البعض الآخر على أشكال معينه من السلطه وبالذات حينما تأخذ شكل الدوله فتكون السياسة وفقاً لهذا المدلول الضيق هى كل ما يتصل بالسلطه فى الدوله دون غيرها من صور الجماعات البشرية ..

ومن ذلك يتبين أن هناك قدراً متيقناً متفقاً عليه لتحديد مدلول السياسة ألا وهو أنها تتعلق بالسلطه فى الدوله ..

والسياسة تتضمن جانبين :
جانباً عضوياً أو شكلياً يتعلق بتنظيم السلطه وتحديد أشكال ممارستها ، وجانباً موضوعياً أو مادياً يتعلق بعمل السلطه ومجالات نشاطها ..
ومن ثم تكون النظم السياسية هى نظم الدولة وماتثيرة من تنظيم الحكم ونشاط الحاكم ( شكل الحكومه ) ..

غير أن الجانب الموضوعى أو نشاط السلطة قد تطور فى العصور الحديثة حتى أصبح الجانب الرئيسى فى التعريف بالنظام السياسى ..
، بينما فقد الجانب الشكلى أو العضوى الكثير من أهميته فى الوقت الحاضر ..

وبذلك أصبح المعيار الحاسم فى تمييز النظم السياسية الحديثة هو مايتعلق بنشاط السلطة دون الأشكال التى تمارس بها ..


ولا أثقل عليكم أكثر ..
فللحديث بقية إن كان فى العمر بقية ..
فللفكر السياسى جذور ونشأه نناقشها فى الحلقة القادمه إن شاء الرحمان ..
والله المستعان إن شاء فلاتنسونا من الدعاء رجاء ..



فكيف نشأ الفكر السياسى .. ؟؟؟

الإجابة ..

كانت النظم السياسية فى الماضى وحتى عهد قريب تعد مماثله ومرادفه للأشكال التى تُمارس بها السلطه ..
أو ببساطه أكثر كان يقصد بها أشكال الحكومات لأن الحكومه بالمعنى الواسع إن هى إلا ممارسة السلطه فى جماعه سياسية معينه ..

والأخذ بهذا المعنى مؤداه أن موضوعات النظم السياسية كانت تنحصر أساساً فى الجانب العضوى أو الشكلى للسلطه ، أى فى تحديد شكل الدوله ، دوله موحده أو إتحادية ، ملكية أو جمهورية ، ديمقراطيه أو يديكتاتورية ، وسائل إسناد السلطه بالإنتخاب أو بالتعيين أو بالوراثه .. إلخ ..

؛ أما الجانب الموضوعى أو المادى من أهداف السلطة ومجالات نشاطها فلم يكن يحظى بإهتمام الباحثين ، فضلاً عن انها لم تكن ذات أثر فى تمييز النظن السياسية المختلفه ..
ومن ثم كانت دراسة النظم السياسية تدور أساساً حول النصوص الدستورية المنظمه لسلطه..

ولكن النظم السياسية الحديثة لم تعد تقيد نشاط السلطه فى الحدود الضيقة التقليدية ، بل أصبحت تتدخل فى شتى المجالات الإقتصادية والإجتماعية والفكرية و إلخ ..
وبذلك إنقلبت الفكرة التقليدية التى كانت تجعل من النظام السياسى مرادفاً لشكل الحكومة وقامت فكرة جديدة لا تستند إلى الجانب العضوى فى السلطه بقدر ما تعتمد على مجالات نشاطها ..
وبعد أن كان شكل الحكومة هو الأساس الذى يحدد النظام السياسى للدولة أصبح مجرد عنصر من عناصر أخرى تدخل فى تكييف ذلك النظام ..

نتمنى أن نكون وفقاً فى إيضاح الصورة ..




دمتمبكل الخير دائماً ..؛