هل بدأت أيام الاعتراض علي حكام كرة القدم؟!
الإعتداء علي الحكم أمر غير مقبول..
ولجنة الحكام تتحمل مسئولية مايحدث!
قبل أيام شاهدنا الحكم محمد كمال ريشة يخرج في حراسة الأمن بعد مباراة إنبي وحرس الحدود, وسط حالة من هياج الجهاز الفني والإداري واللاعبين بنادي إنبي, وأمس تكرر المشهد مع الحكم مدحت عبدالعزيز عقب لقاء الأهلي وإنبي, ولكن الاعتراضات والخروج عن النص كان من لاعبي الأهلي هذه المرة, ثم بدأت حملة انتقاد الحكام في الكثير من وسائل الاعلام.. فهل بدأت أيام الاعتراض علي حكام كرة القدم؟!
بداية.. لابد من الاعتراف بأن بعض الحكام يساهمون في توتر اللاعبين في بعض اللقاءات, ومن المؤكد أن الأخطاء التحكيمية لها أضرارها من حيث النتيجة في بعض الأحيان, لكن علينا أن نعي في الوقت نفسه أنه لا يوجد حكم يتعمد أن يرتكب الأخطاء, ونحن نعرف أن كل حكام كرة القدم في العالم عرضة للاخطاء, وشاهدنا ذلك في كل بطولات الدنيا ومنها كأس العالم, لكن غضب الجماهير هناك يأتي محدودا وعاقلا, لم يصل الي حد التهور الذي نراه في ميادين كرة القدم المصرية, ويعترضون بأدب ومافعله لاعبو سبارتاك فارنا الذين يلعبون في الدوري البلغاري خير مثال علي ذلك, فاعترضوا علي سوء التحكيم بإرتدائهم شارات سوداء!!
ومهما يكن تحامل الحكم, فإن الاعتداءات باليد أو باللفظ التي تتم أمام مرأي المشاهدين تعكس صورة سيئة لإنسان يفترض أنه يدخل الملعب حاملا كما هائلا من الاحترام للاخر ووعيا كاملا بأن الكرة فوز.. وخسارة!!
بذلك نتفق مبدئيا علي أن الاحتجاج علي الحكام بأسلوب غير رياضي أو حضاري هو أمر غير مقبول, ولا يمكن أن يعكس أهمية كرة القدم, ولكن ماذا جعل الحال يصل الي هذه الدرجة؟!
إن لجنة الحكام باتحاد الكرة تتحمل مسئولية مايحدث لحكامها, لأنها لم تجهزهم نفسيا بالشكل المطلوب قبل الدفع بهم في المباريات, حيث نري الحكم في مصر عصبيا مشدودا متوترا لا يعرف الابتسامة بعكس مانراه من الحكام الاجانب الذين يديرون بعض المباريات في الدوري المصري, وأخرهم البلجيكي دي بلكير الذي أدار قمة الأهلي والزمالك.
يضاف الي ذلك أيضا عدم نضج اللجنة في اختيار الحكم المناسب في المكان والتوقيت المناسبين, وخير مثال علي ذلك ماحدث مع ريشة, وكذلك مدحت عبدالعزيز, فبدلا من أن يخرج رئيس لجنة الحكام ليتحدث عن أخطاء مدحت عبدالعزيز وطرده غير المستحق لسيد معوض, كان عليه أولا أن تكون رؤيته ثاقبة في تعيين الحكام لمرحلة أصبحت حافلة بالصراع في القمة والقاع, ومليئة بالمباريات المؤثرة والحساسة, لاسيما أن مشهد بقاء مدحت عبدالعزيز ربع ساعة كاملة حبيسا داخل الملعب عقب مباراة الزمالك وحرس الحدود يوم8 ديسمبر الماضي خشية تعرضه مع مساعديه للايذاء من جماهير الزمالك مازال عالقا في الاذهان, الي جانب ما ناله الحكم من السباب خلال اللقاء مما دفعه الي ايقاف اللعب بعض الوقت حتي تتوقف الجماهير عن السباب.
ليس هذا فقط ماحدث مع هذا الحكم الموسم الحالي, ويكفي ماتعرض له من هجوم ضار من قبل مسئولي المقاولون العرب في شهر فبراير الماضي, ووصفوه بأنه يتعامل مع الكروت الصفراء كأنها قطع شيكولاتة يوزعها علي اللاعبين!!
وتكرر نفس السيناريو مع الأهلي وإنبي في مباراة الاثنين الماضي التي شهدت12 انذارا وبطاقتين حمراء مع الاعتبار أنه لم يمنح أحمد حسن بطاقة حمراء عقب انتهاء اللقاء, ولكن عبدالعزيز مازال لم يحطم الرقم القياسي من الكروت الصفراء والحمراء لزميله جهاد جريشة الذي بلغ14 كارتا أصفر و3 كروت حمراء في مباراة الاسماعيلي والترسانة بالدور الأول هذا الموسم.
إن ماحدث رسالة لمسئولي اتحاد الكرة ولجنة الحكام قبل أن تحدث كارثة في مباريات قادمة وليس من العيب أن نعالج أخطاءنا, فالاتحاد الانجليزي نشر إعلانا قبل سنتين يطلب فيه حكاما جددا حين شعر إن عنده أزمة في الحكام الأكفاء, وأعتقد أن هذا أفضل من طلب حراسات خاصة لحماية الحكام مثلما حدث عقب صفعة عضو مجلس إدارة المصري للحكم سعيد عبدالغفار.. وإلا فلتتحمل اللجنة استمرار ايام الغضب ضد حكامها ونتائجها التي لايعلم عاقبتها أحد!!