لست إلا.. ما لم يُقل عني !

منذ القديم , والقديم جداً بالنسبة لي..
وأنا أنعت بما لا يمت لي بـ صفه

فـ في نهاية عقدي الثاني..
كنت في نظرهم متغطرس , كوني لا أحب معونة أحد
ولست ممن يحب أن ( يقط وجهه )..

وبعد أن تخطيت العمر الإفتراضي للمراهقة وانبلج عقلي على مصراعيه في هذه الدنيا..
أصبح يشار إلي بـ ( الدشرة ) و ( العباطه ) وقليل من ( قلة الأدب )
ليس إلا أني كنت ( صريح ) و ( واقعي ) ..

ثم تطوّر الحال بعد مضي بضع سنوات لأصبح في منظور المجتمع ( فاشل )
كون هذا المجتمع يعتمد بشكل كبير على تناقل ( السوالف ) وتضخيمها
والصنع ( من الحبة , قبة )
وإطلاق الشائعات أحيانا ً لكي يشار إلى مطلِقها بالمعرفة والفراسة .

وكـ حالي مع كلّ ما سبق في حياتي من أوصاف لا تمت لي بصلة..
أصبحت لا أعير صفة الفشل فيّ أي إهتمام , ولا اعير المنتقدين بالاً , وإن كان الأقربون !


المشكلة أني لم أتغيّر , فـ المتغطرس في السابق هو ذات الشخص العبيط وطويل اللسان .. وهو نفسه الفاشل ..
وأيّ صفة فيّ أعلمها أو لا أعلمها , هي صفة شخصية لا تضر سواي..
عدى كونها من الصفات التي دائماً ما تتداول في سوالف الضحى وأحاديث المجالس ..



قيل لي يوماً من أحد الناجحين في نظر المجتمع – وأحد الفاشلين بالنسبة لي –
لِم أنت متواجد دائماً في إجتماع أي ( شلـّة بلوت ) !!

لَم أجد إجابة منطقية عدى أني ذكرت له..
أني هنا كي لا أكون هناك حيث مجالس الحش والنميمة..
ولأني لا احب أن اجلس أمام الشاشة لأتابع ( ستار أكاديمي ) ..
كما اني لا أحب أن أقرأ أخبار ( موقع العربية ) واجعل من نفسي ضليعاً بالسياسة


كنت بكلّ شك مقنعاً لي , ولكني لم أكن كذلك بالنسبة له !
فـ قد أصبحت ( علك في لسانه ) في كلّ مجلس , يضحك من حديثي هذا..
ومن ردي ( السخيف ) بالنسبة له
متجاهلاً أن ردي يحتوي على ( النميمة ) التي يمارسها صديقي الناجح !


قد يكون صديقي هذا مهندساً محتـــرماً جداً في شركة ( النفــخ ) وأعين الإعجاب تتوجه إليه..كونه يحمل شهادة جامعية مرموقة تحمل خلف طياتها إنسان يعرف التعامل مع ( الأنابيب ) فقـط ..

أما البشر فـ لا يعرف التعامل معهم إلا من خلال ( الحش ) والسخرية و ( رسائل الجوال ) ..!

ومع ذلك فـ هو ناجح جداً في مجتمعي..
وكم هم المتمنون لو قرع هذا الناجح بابهم طالباً يد ( المصون ) !

أما نحن معشر الفاشلون !
المبتسمون في معضم الوقت , الودودون أغلب الوقت , المتفرغون طيلة الوقت !
فـ لا نقرع الأجراس حتى لا تـُقص أيدينا .. فـ بكل تأكيد لن يُقال أنّا أتينا لطلب الزواج !
وإنما للسرقة !!

على كلّ حال
أصبحت أجدني فاشلاً من كثرة الناعتين .. لذا يجدر بي أن أكون طويل لسان أيضاً
ومتغطرس .. لأقول للمجتمع بكلّ عبـــط " من زين بناتكم لأجل أخطب " !

فـ إبتسامتي لكم لم تكن ودودة بقدر ما كانت سخرية من ألبابكم المقلوبة ..
فـ هنيئاً لكم بـ الناجحون فقـط ..

وهنيئاً لي بـ الإبتعاد عنكم والنظر من بعيـــد
و" أحمد الله "
(tito0o0o0o)